Monday, August 6, 2007

.........................

لا أدرى لماذا أكتب هذا الكلام الآن؟؟؟
حتى إننى لم أجد له عنواناًَ
لكننى شعرت برغبة فى الكتابة فكتبت
لقد مررت بتجربة فى الأيام الماضية أدعو الله ألا يريها لأحد، ألا و هى تجربة إجراء عملية جراحية
شعور لا يمكن وصفه
ممر طويل للوصول إلى غرفة العمليات، لا أدرى لماذا خطر فجأة على بالى شعور المحكوم عليه بالإعدام أثناء اقتياده لتنفيذ الحكم
أنا أعرف أننى لست ذاهباً للإعدام و لكنى فى نفس الوقت أشعر أننى لن أعود
غرفة باردة، منضدة باردة، كشافات مبهرة، و أهم من هذا كله شريط الذكريات
!!!لا أدرى كيف انسابت هذه الذكريات دفعة واحدة
لقد رأيت خلال دقيقة أو دقيقتين- وهى المدة ما بين رقادى على المنضدة الباردة
و ذهابى عن الوعى بعد أن قام طبيب التخدير بعمله العبقرى-وجوه كل من عرفت فى حياتى و تذكرت أحداثاً لم أتخيل أن عقلى مازال محتفظاً بها
وضع طبيب التخدير سن المحقن فى وريدى و للعجب لم أشعر بألم أثناء اختراق المحقن لأنسجة ظهر يدى و وريدى
كأن هذا لم يعد جسدى
لحظة عجيبة حدث فيها انفصال ما بين روحى و جسدى، كلا لم أمر بتجربة الدنو من الموت و لكنى مررت بشعور لا يمكن وصفه
حول المنضدة التف عدد من الأطباء ينتظرون غيابى عن الوعى ليقوموا بعملهم الروتينى و رغم حالتى إلا اننى لاحظت هدوء أعصابهم و عدم مبالاتهم كأنهم ينظرون إلى طعام ينتظر أن يأكلوه، أنا بدورى شعرت أنى فريسة سقطت وسط قبيلة من أكلة لحوم البشر
أفرغ طبيب التخدير المحقن فى عروقى و فى لحظة واحدة تحول شعورى بالخوف إلى شعور بالاطمئنان، لا أعرف كيف حدث هذا و لكنه حدث
لكننى-و لله الحمد-استطعت أن أنطق الشهادة قبيل غيابى عن الوعى بأجزاء من الثانية
كنت حريصاً بشدة على فعل ذلك
و كما يقول العبقرى(د.أحمد خالد توفيق)فإن الإنسان لا يذكر كم مرة كاد يموت فيها
و لكن هناك مرة يشعر أنها الأخيرة، هناك مرة أخيرة حتماً
بعد لحظة واحدة-أو أقل قليلاً-استيقظت لأجدنى راقداً فى حجرة و حولى أسرتى يهنئوننى على السلامة، كنت أسمعهم و لكننى لم أستطع الرد عليهم كنت أشعر أننى لست منهم، أنا قادم من مكان آخر،من عالم آخر
استمر ذهولى بعض الوقت، لا أدرى إن كان هذا الذهول بسبب التجربة التى مررت بها أم اننى أتفلسف و كل هذا مجرد أعراض عادية تنتج عن التخدير
فكرت فى هذا فتذكرت سؤال عمنا صلاح جاهين حين قال
ياترى أنا مت........ وللا وصلت للفلسفة
فى المساء كنت قد استعدت قواى إلى حد كبير، لكننى أصابنى الرعب عندما أخبرنى الطبيب أننى ممنوع من الحركة لمدة شهر
شـــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــر
كيف أتمكن من ذلك و أنا إنسان ملول بطبعى
و لكن الأيام تمر، فأنا أكتب هذا الكلام بعد أن انقضى نصف هذا الشهر تقريباً
الحمد لله
حقيقة لا أدرى لماذا أكتب هذا الكلام الذى أعرف أنه لن يهم أحداً
لكنه داخلى و أحببت أن أعبر عنه قدر إستطاعتى
أعرف أنه ليس عملاً أدبياً، و لا مقالاً سياسياً حتى يقرأه الناس و يرسلوا تعليقاتهم و لكن من قال اننى أنتظر تعليقات، أنا فقط شعرت برغبتى فى شىء ففعلته
شعرت برغبة قوية فى أن أصف كيف أفادتنى هذه التجربة
لقد عرفتنى- و ربما لأول مرة- الفرق بين الصديق الحقيقى و الصديق المزيف
لقد عرفتنى أن هناك بالفعل من يهتم لأمرى
لقد عرفتنى أنه إذا رحلت فإن هناك من سيبكى لأجلى
شعور رائع أن تشعر أنك لن تأتى الحياة و تذهب دون أن يشعر بك أحد
حقيقة أشكر من أعماق قلبى كل من اهتم لأمرى
أشكركم جميعاً
و لا أراكم الله مكروهاً فى عزيز لديكم